هل يحمي تطبيقك المفضل بياناتك؟
نُحمِّل ونستخدم كل يوم برمجيات أكثر بكثير مما نظن أو نشعر، سواء مباشرة أو غير مباشرة. هذا في حد ذاته تهديد للسلامة الرقمية إذا لم نكن نعرف بشكل جيد ما الذي نستخدمه وكيف يتعامل مع بياناتنا وخصوصيتنا.
أهناك طريقة لنحمي أنفسنا من خطر أن تسرب البرامج التي نستخدمها بياناتنا أو تسرقها؟
أولًا، علينا التأكد من مصدر التطبيقات وتحميلها من مصدر ذو ثقة، مثل المتاجر الرسمية أو الموثوقة، حيث تجري تلك المتاجر عمليات بحث دورية عن التطبيقات الخبيثة أو التي تحمل فيروسات، ولذلك فتحميل تطبيقات من مصادر غير معروفة قد يكون أكبر تهديد في هذه الحالة.
ولكن حتى المتاجر الرسمية والموثوقة تحتوي العديد من التطبيقات التي يمكن أن تُستغل لجمع البيانات رغم أنها ليست تطبيقات محملة بفايروسات، مثل تطبيقات فيسبوك وتويتر (إكس) التي تجمع بيانات عن المستخدمين أكثر من اللازم.
لذلك ثانيًا، علينا أن نتأكد من البيانات التي تجمعها التطبيقات التي نستخدمها ونتحقق من ما إذا كان التطبيق يستخدم صلاحيات غير مطلوبة لأدائه وظيفته، مثل ما إذا كان تطبيق آلة حاسبة يستخدم صلاحيات الكاميرا.
ومن الضروري أيضا مراجعة البيانات التي يجمعها كل تطبيق، عن طريق متجر جوجل بلاي ستور ومتجر تطبيقات أبل اللذان يقدمان معلومات عامة عن البيانات التي يجمعها كل تطبيق وأسباب جمعه لتلك البيانات.
يختلف هذا عن صلاحيات التطبيقات على الهاتف نفسه، فبعض التطبيقات قد تحصل على صلاحية ما ولا تجمع أي بيانات عنها، مثل تطبيق أورجانيك مابس (Organic Maps) مفتوح المصدر الذي يحصل على صلاحية استخدام تحديد الموقع الجغرافي (GPS) من الهاتف ولكن لا يجمع التطبيق أي بيانات عن المستخدم على الإطلاق، على عكس تطبيق جوجل مابس (Google Maps) الذي يجمع بيانات عن الموقع الجغرافي للمستخدم.
إذًا قراءة صفحة التطبيق على جوجل بلاي ستور أو آبل آب ستور قد تعطينا معلومات كثيرة عن التطبيقات التي تجمع بيانات من المستخدمين، ولماذا يجمع التطبيق تلك البيانات التي قد تكون أو لا تكون مبررة لنا، والذي سنحدد بناء عليه إن كنا نريد استخدام التطبيق أم لا.
في هذه الصفحة يمكننا أن نتأكد من البيانات التي يشاركها التطبيق مع أطراف أخرى، والبيانات التي يجمعها. والضغط على الاختيارات يعطيك الأسباب التي يذكرها مطوري التطبيق لجمعه تلك البيانات.
وعلى أجهزة آيفون يمكنك التأكد عن طريق صفحة التطبيقات أيضًا، حيث تقدم لك الصفحة معلومات شاملة عن البيانات التي يجمعها التطبيق عنك، أو لها علاقة بك، أو يشاركها مع أطراف أخرى.
أمّا التطبيقات التي يمكن تحميلها من مواقعها وليس من متاجر التطبيقات، فقد تجد على الموقع معلومات من الممكن أن تؤدي إلى معرفة البيانات التي يجمعها التطبيق، كما ستعرف إن كان التطبيق مفتوح المصدر أم لا.
معظم التطبيقات التي لا تجمع بيانات عنك ستذكر هذه المعلومة بوضوح، ولكن التطبيقات كثيفة استخدام البيانات ستحاول ألّا تعرف أنها تجمع تلك البيانات، أو تضعها بشكل غير واضح، وفي هذه الحالة يمكنك البحث عن مراجعات موثوقة لتلك التطبيقات.
ثالثًا استبدال التطبيقات المغلقة المصدر بتطبيقات مفتوحة المصدر
ليست التطبيقات مفتوحة المصدر حلًا سحريًا، لكنها في الأغلب أفضل في استخدام البيانات من التطبيقات مغلقة المصدر لوجود إمكانية التأكد من سلامة التطبيق، فمعظم التطبيقات المفتوحة تحترم خصوصية المستخدمين وتعلن عن البيانات التي تجمعها بشكل صريح أكثر من البرامج المغلقة المصدر.
وفي هذا السياق نرشح التطبيقات التي تخزن البيانات محليًا على جهاز المستخدم بدلًا من التخزين السحابي، حيث أن الكثير من التطبيقات التي تستخدم التخزين السحابي عرضة لاختراقها أو حدوث تسريبات كبيرة منها، وبهذا تحمي التطبيقات محلية التخزين المستخدمين حماية أكبر بكثير.
على سبيل المثال تطبيق لاست باس لتخزين كلمات السر على الإنترنت تعرض للاختراق أكثر من مرة وتسريب بيانات حساسة وكلمات سر لمستخدمين كثر، على عكس التطبيقات التي تحفظ البيانات على جهازك فقط، مثل كي باس الذي يقدم طبقة حماية أكبر بوجود التخزين على الجهاز الشخصي للمستخدم فقط.
من الأمثلة على ذلك أيضًا، تطبيقات الصحة والرياضة والتي تجمع بيانات بيولوجية وحركية عن المستخدمين يمكن أن تستخدمها الشركات لجني أرباح أكثر عن طريق استهداف المستخدمين بناء على الأنشطة التي يزاولونها. وهناك تطبيقات بديلة تقدم نفس الخدمات مع الاحتفاظ ببيانات المستخدمين على هواتفهم فقط.
وأخيرًا في حالة اضطررنا لاستخدام خدمات على الإنترنت أو خدمات سحابية استخداما كبيرا، علينا أن نتأكد من اعتماد تلك الخدمات التعمية الكاملة، مثل واتساب مثلًا الذي نفضله عن فيسبوك ماسنجر الذي لم لا يستخدم التعمية من طرف لطرف حتى الآن رغم أن التطبيقين من نفس الشركة.
هذه الوصفات ليست وصفات سحرية للحماية أو السلامة الرقمية لكنها تحمي بشكل كبير من سرقة البيانات وجعل بياناتنا الشخصية ملكنا.