أشياء نبحث عنها في تطبيقات المزامنة

إذا كانت لديك مجلدات وملفات ترغب في الوصول إليها على عدة أجهزة، ستجد أمامك خيارين، إما استعمال إحدى خدمات التخزين السحابية، أو استعمال تطبيق للمزامنة.

التخزين السحابي هو نموذج لتخزين البيانات الرقمية (الصور، المستندات، ملفات الوسائط المتعددة، إلخ) حيث تخزن هذه البيانات على مساحات تخزين على الإنترنت، تُسمى ”السحابة الرقمية“.
 

تقدم عدة شركات خدمات التخزين السحابي مثل دروب بوكس أو جوجل درايف، أو مايكروسوفت وان درايف وغيرها، غالبًا ما توفر مساحة تخزين محدودة بشكل مجاني مع خيار شراء مساحات تخزين أكبر. تتعقب تلك الشركات نشاط المستخدمين على تطبيقاتها وتجمع عنهم بيانات هائلة وتشارك هذه البيانات مع جهات أخرى بغرض عرض الإعلانات. غير أنه في أحيان كثيرة قد تجد نفسك بحاجة إلى نقل بيانات بين أجهزتك يزيد حجمها عن سعة مساحة التخزين السحابي لديك، وقد تجد أن شراء مساحة تخزين أكبر أمر غير اقتصادي. هنا تأتي تطبيقات المزامنة:

إنّ المزامنة (Synchronisation) تعني مزامنة البيانات والاحتفاظ بها في أكثر من مكانٍ واحدٍ بالإضافة إلى ضمان تحديث التعديلات تلقائيًّا في جميع أماكن تواجد هذه البيانات.
 

على عكس التخزين السحابي الذي يعتمد على مزامنة البيانات بين الجهاز والسحابة ثم مزامنة البيانات مرة أخرى بين السحابة والأجهزة الأخرى، تنقل تطبيقات المزامنة المباشرة البيانات بين أجهزتك دون الاعتماد على السحابة كوسيط للتخزين. يتيح لك ذلك مزامنة الملفات مهما كان حجمها، وتتيح بعض تلك التطبيقات ميزة الاتصال المباشر عبر الشبكة المحلية، ما يجعل البيانات تنتقل عبر أجهزتك مباشرة دون الاعتماد على وسيط على الإنترنت، ما يوفر في باقة الإنترنت في حال مزامنتك العديد من الملفات الكبيرة.
 

هناك عدة تطبيقات تعني بمزامنة البيانات ومجانية ومفتوحة المصدر، لا تتعقب استخدامك ولا تشارك بياناتك مع جهات أخرى، مثل سينكثينج (Syncthing) وسيفايل (Seafile) وآرسينك (rsync) وغيرهم. وإذا كنت قد سمعت بها وتنوي تولي أمر مزامنة بياناتك بنفسك وترغب في اختيار تطبيق المزامنة المناسب لك، نقدم لك هنا الميزات الأساسية الذي يجب توفرها في التطبيق لجعل أمر المزامنة سهلًا ومريحًا وتوفر عليك المجهود.
 

ما المطلوب من تطبيق المزامنة؟

عدم التعقب

ربما يكون ذلك هو أول ما تبحث عنه، فما الداعي لتطبيق آخر يفعل بالضبط ما تحاول تجنبه؟ غالبا ما ستجد مرادك في التطبيقات المجانية مفتوحة المصدر، فهي لا تحتوي على إعلانات ولا تجمع عنك بيانات بغرض مشاركتها مع جهات أخرى.

تشفير البيانات

وجود تطبيق ينقل البيانات بين الأجهزة ليس كافيًا، من المهم أن تضمن أن البيانات تُنقل بأمان بين الأجهزة وأن تطبيق المزامنة يدعم تشفير البيانات حتى لا يستطيع أحد الوصول لمحتواها أثناء انتقالها بين أجهزتك. فحتى إن كانت المزامنة تتم فقط عبر شبكة آمنة مثل VPN أو شبكة منزلك المحلية، من المفيد وجود خيار مزامنة آمن إذا تعذر استعمال VPN أو كنت خارج المنزل وتحتاج إلى مزامنة البيانات عبر الإنترنت.
بعض تطبيقات المزامنة تستعمل خوادم وسيطة في حال تعذر الاتصال المباشر بين الأجهزة، أو تعتمد على تقنية P2P بشكل كامل، ولذلك يكون التشفير أمرًا غاية في الأهمية أثناء حركة البيانات على الأجهزة المختلفة.

المزامنة بذكاء

على التطبيق أيضًا أن يعتني بالملفات القديمة، فأنت لا تريد لتعديل خاطئ أن ينتشر لباقي أجهزتك بلا وسيلة لاسترجاع النسخة القديمة، أو ضياع النسخة الوحيدة من ملف من كل الأجهزة في حال حذفه عن طريق الخطأ.
يتعين على تطبيق المزامنة أن يوفر وسيلة للحفاظ على النسخ القديمة من الملفات المعدلة أو المحذوفة في حال الحاجة للرجوع إليها على أحد أو كل الأجهزة.
يجب أيضًا أن يتعامل التطبيق مع احتمالية حدوث تضارب بين نسختين معدلتين من نفس الملف على أجهزة مختلفة، عن طريق حفظ النسختين للمقارنة بينهما وتحديد أيهما يُحذف، عوضًا عن حذف إحداهما عشوائيًا والحفاظ على الأخرى دون الرجوع إليك.

العناية باستهلاك باقة الإنترنت

ما عن الملفات كبيرة الحجم؟ ماذا يحدث في حال تعديل أحدها أو في حال انقطاع الاتصال أثناء مزامنتها؟ هل تحتاج إلى إعادة مزامنة الملف كله؟ بعض التطبيقات توفر طرق ذكية لتقليل حجم البيانات المراد مزامنتها، مثل تخزين معلومات عن الملفات التي تجري مزامنتها، ومزامنة فقط الأجزاء المعدلة من تلك الملفات. البعض الآخر يعتمد على وضع حد أقصى للبيانات المرسلة عبر الإنترنت.

أتمتة المزامنة

قد تحتاج إلى مزامنة بعض الملفات فور تعديلها، بينما البعض الآخر قد ترغب في مزامنته مرة يوميًا. ينبغي على تطبيق المزامنة توفير خيارات لأتمتة المزامنة مثل مراقبة تعديلات الملفات في المجلد المراد ومزامنتها فورًا، أو تحديد الفترة بين كل مزامنة والأخرى. هذا يوفر عليك الحاجة إلى بدء المزامنات بنفسك وضمان تحديث البيانات بين أجهزتك تلقائيًا دون الحاجة للتفاعل مع تطبيق المزامنة في كل مرة.

استثناء ملفات أو مجلدات

قد ترغب فقط في مزامنة ملفات معينة في مجلد ما، ولذلك على التطبيق توفير وسيلة لاستبعاد الملفات غير المرغوب في مزامنتها أو تحديد أنماط للملفات والمجلدات لاستثنائها من المزامنة.

تحديد نوع المجلدات

ماذا عما إذا ترغب في جعل أحد مجلداتك مجرد مستقبل للمزامنة من الأجهزة الأخرى؟ أي أنك ترغب في ألا تنتشر التعديلات على هذا المجلد إلى الأجهزة الأخرى، ولكن في نفس الوقت يستقبل المجلد تعديلات الأجهزة الأخرى، مثلًا في حالة تخصيصك للمجلد بغرض النسخ الاحتياطي.
ماذا عن العكس؟ تخصيص مجلد ما ليكون مرجع للأجهزة الأخرى، حيث لا يستقبل تعديلات الأجهزة الأخرى وإنما تُرسل التعديلات التي تحدث عليه إلى الأجهزة الأخرى.

تحديد نوع المجلد كإرسال واستقبال، أو إرسال فقط، أو استقبال فقط يجعل إدارة بياناتك أسهل عبر مختلف الأجهزة لديك.

دعم أنظمة التشغيل المختلفة

بالطبع، لا يكتمل تطبيق المزامنة دون دعم أنظمة التشغيل المتنوعة، سواء كنت تستعمل نظام تشغيل ويندوز، أو ماك، أو لينوكس وهاتف أندرويد أو آيفون أو بعضًا منهم أو كلهم، استعمال تطبيق واحد على كل تلك المنصات يضمن لك أن المزامنة ستجري بسلاسة بين أجهزتك، وأيضًا ينفي الحاجة إلى تعلم استعمال تطبيقات مزامنة مختلفة وضمان أنها تعمل معًا بتناغم.
 

توجد العديد من تطبيقات المزامنة المجانية المتاحة، والمقارنة بينهم قد تستغرق وقت ومجهود. العثور على التطبيق المناسب هو من أولى الخطوات في رحلة استعمال البدائل التي تحترم خصوصيتك، وتحديد أي الميزات تلائم احتياجاتك يجعل رحلتك أكثر سلاسة.