كيف تستغل المنصات البيانات في تطوير الذكاء الاصطناعي؟
تستعين عدد من منصات التواصل الاجتماعي بخدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي، فمثلًا يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في كتابة محتوى احترافي عبر منصة "لينكد إن" أو حتى ترشيحات الوظائف وتحسين السير الذاتية، ومؤخرًا ظهور "Meta AI" في منصة التواصل "فيسبوك".
لكن كما عودتنا "متون" على طرح الأسئلة المهتمة بجانب السلامة الرقمية، ما خطورة دمج منصات التواصل الاجتماعي للذكاء الاصطناعي التوليدي على بياناتنا وكيف نتعامل؟
الذكاء الاصطناعي التوليدي "Meta AI" وعلاقته ببيانات المستخدمين
فوجئ بعض مستخدمي "فيسبوك" في مصر خلال الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر الجاري، بوجود أيقونة "Meta AI" تعمل تلقائيًا، التي أطلقت بالفعل في عدة دول باللغة الإنجليزية بدايًة من شهر أبريل عام 2024، لكن المشروع الذي بدأته الشركة والذي يتغذى على بيانات مستخدمي منصاتها الثلاث "فيسبوك وإنستجرام وواتساب" لم تخبر به سوى قلة مختارة من المستخدمين\ات في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
وهناك شكوك أثيرت حول استخدام "Meta AI" في قراءة الرسائل الخاصة بمستخدمي\ات منصات "ميتا"، ما جعل مدير الإنتاج التنفيذي لشركة ميتا، "كريس كوكس" يصرح قائلًا: "نحن لا نستخدم محتوى الرسائل الخاصة لتدريب الذكاء الاصطناعي التوليدي"، مشيرًا إلى استخدام البيانات العامة التي تتم مشاركتها وأبرزها الصور الموجودة على "فيسبوك" و"إنستجرام" وكتابة المنشورات والمحتوى الذي تتم مشاركته عبر المنصات.
تُدرب شركة ميتا نموذجها "Meta AI" من خلال بيانات المستخدمين\ات، بحيث يصبح منافسًا لنماذج لغوية أخرى مثل "تشات جي بي تي" و "جي ميناي".
استخدامات "Meta AI"؟
تستخدم شركة "ميتا" الذكاء الاصطناعي التوليدي في التالي:
-مشاركة المحتوى.
-المراسلات.
-الدردشة والتشفير.
-مشاركة الصور ومقاطع الفيديو.
-التقاط الشاشة.
قبل أن نتعرف على كيفية التعامل مع هذه الخدمة المستغلة للبيانات، يمكننا أن نحصل على جولة مجانية في المنصات المختلفة للتعرف على الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في المنصات.
كيف تستغل المنصات الذكاء الاصطناعي؟
يعتبر عام 2023 من أكثر السنوات التي لعبت فيها الخوارزميات دورًا في صناعة المحتوى وفقًا للبيانات المعطاة لها، ما عزز تواجد الذكاء الاصطناعي مع منصات التواصل الاجتماعي، هيّا نكتشف ماذا حدث:
أولًا: إدارة المحتوى
1-منصة "فيسبوك"
أعلنت شركة "ميتا" أنها تستخدم الخوارزميات في التعرف على المحتوى على منصتها الأكثر انتشارًا "فيسبوك"؛ مثل: خطاب الكراهية والمعلومات المضللة، فضلًا عن إزالة المحتوى غير المناسب.
2-منصة "يوتيوب"
تعلن المنصة أنها تهتم بتحديد مقاطع الفيديو التي تنتهك معاييرها ويترتب على ذلك إلغاء الأرباح المتعلقة بالمقطع.
3-منصة "ريديت"
تستخدم شركة "ريديت" خدمات الذكاء الاصطناعي، في الإشراف على المحتوى ورفض غير المناسب والإبلاغ عنه.
ثانيًا: تصنيف المحتوى
1-منصة مقاطع الفيديو "يوتيوب"
يسهل استخدام الذكاء الاصطناعي في منصة مقاطع الفيديو من تصنيف المحتوى وتقسيمه تلقائيًا، فضلًا عن إضافة ترجمات، ما يجعل تجربة المستخدم\ة أكثر سهولة.
2-منصة المقاطع القصيرة "تيك توك"
يستغل "تيك توك" ميزة الذكاء الاصطناعي لتصنيف المحتوى، لكن ليس هذا وحسب بل للتوصية بمشاهدة مقاطع الفيديو المناسبة للمستخدمين.
3-منصة التغريدات "إكس"
تتفوق منصة النصوص القصيرة "تويتر" سابقًا و"إكس" حاليًا، في تصنيف المحتوى من حيث المعلومات المضللة والضارة، ما يوفر نتائج جيدة في دقة المعلومات.
ثالثًا: تحسين المحتوى
1-منصة الصور "إنستجرام"
يستخدم وظائف الذكاء الاصطناعي، لتحسين فرص ظهور المحتوى والإعلانات المتوافقة مع اهتمامات المستخدمين\ات وسلوكهم\هن، فضلًا عن تحسين المُرشِحات "الفلاتر" لتحسين التجربة التفاعلية الخاصة بالصور ومقاطع الفيديو.
رابعًا: تحسين الصور
1-تطبيق الصور "سناب شات"
يستخدم "سناب شات" تقنية الرؤية الحاسوبية_هي إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي لمعالجة البيانات المرئية بكفاءة عالية تسهم في التعرف على الوجه بدقة إلى جانب مهام تصنيف الصور وأنماطها_، تساعد هذه التقنية عند الاستخدام الفعلي للتطبيق في تحويل الوجوه بمرشحات "فلاتر" مختلفة ومتنوعة ومتناغمة مع شكل الوجه.
2-منصة الصور "إنستجرام"
تستخدم شركة "ميتا" برنامج الواقع المعزز " AR" في منصة "إنستجرام"، الذي يضيف رؤية ثلاثية الأبعاد على القصص المصورة وأبرزها الصوت وتقنيات الصورة، ما يجعل القصص والمقاطع المصورة أكثر واقعية.
3-منصة المقاطع القصيرة "تيك توك"
تستخدم منصة "تيك توك" الذكاء الاصطناعي في إنشاء مقاطع الفيديو بطريقة تجذب اهتمام المستخدمين وعادًة ما تساعد الخوارزميات في ظهور المحتوى وجعله رائجًا.
خامسًا: وظائف البحث
1-منصة الوظائف "لينكد إن"
استخدمت ميزات مدعومة بالذكاء الاصطناعي من أجل تحسين نتائج البحث عن الوظائف، زيادة فرص ظهور ملفات السير الذاتية للمرشحين وملفاتهم التعريفية.
2-منصة التواصل "فيسبوك"
تدمج خدمات الذكاء الاصطناعي في عملية البحث عن الأشخاص والمجموعات باللغة المحلية.
أضرار دمج الذكاء الاصطناعي في منصات التواصل
لكن رغم التحسينات التي يدعمها الذكاء الاصطناعي التوليدي؛ إلا أن هناك تهديدات رقمية ومخاوف بشأن جمع البيانات واستخدامها مع الطرف الثالث.
لا تجمع شركات التواصل الاجتماعي المعلومات طواعية لكنها تستغل قدرتها على الوصول في التتبع والمراقبة، يعتبر انتهاك الخصوصية والوصول غير المصرح به للبيانات من المستخدمين \ات أحد عيوب دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي مع منصات التواصل.
كيف نتعامل مع "Meta AI"؟
رغم أن إلغاء الاشتراك في هذه الخاصية مَخفي ضمن إعدادات "ميتا" لكن وجدها الكاتب الصحفي في مجال السلامة الرقمية " أليكسي ساديلكو" بموقع "كاسبر" كيفية إيقافها:
- الإعدادات >> الإعدادات والخصوصية >> سياسة الأمان، ثم اختيار الخصوصية والذكاء الاصطناعي التوليدي "Privacy and Generative AI".
أو يمكن إيجادها في صفحة مركز خصوصية ميتا ومن خلالها الضغط على جملة اختيار الخصوصية والذكاء الاصطناعي التوليدي.
لا تتوقف عند هذا الحد لكن يجب إملاء نموذج_يمكن الضغط على كلمة هنا_، الذي وصفه "ساديلكو" بالأكثر تعقيدًا وإرباكًا، حيث أن الشركة تنصلت من مسئوليتها في مشاركة البيانات، موضحة "نحن لا نلبي الطلبات المرسلة باستخدام هذا النموذج تلقائيًا، نحن نراجعها بما يتوافق مع قوانينك المحلية"، ما يعني إذا لم يكن هناك قانونًا في بلدك يحمي من مشاركة البيانات فأنت مجبر\ة على التخلي عن الخصوصية لمشاركة البيانات.
في الختام، حين يكون هناك قانونًا محليًا لحماية البيانات الشخصية للمستخدمين\ المستخدمات من استغلال الشركات، فإن المستخدمات والمستخدمين لديهم الحق في إعطاء موافقة للمشاركة الطوعية في تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بالمنصات.