عالم رقمي آمن للأطفال والمراهقين

أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومساحات الإنترنت المختلفة أساسيا بالنسبة لكل الفئات العمرية بما يتضمن بالطبع الأطفال والمراهقين، يقضي الأبناء في الوقت الحالي ساعات طويلة من يومهم/ن على الإنترنت، وبجانب التأثير الإيجابي لهذا من إتاحة مصادر تعلم ولعب وتواصل مع الأصدقاء وتعرف على عالم أوسع، إلا أنه من الممكن أن يؤثر بشكل سلبي عليهم/ن

فبجانب التأثيرات المتعلقة بالصحة النفسية والعقلية اللتي قد يحفزها  التواجد على الإنترنت مثل الميل للانعزال والشعور بالوحدة وتعزيز ميول العنف، قد يعرضهم/ن الوجود على الإنترنت لتجارب سيئة وانتهاكات متنوعة لسلامتهم/ن الرقمية والشخصية.

 

الخطوة الأولى

 

يجب توجيه الأبناء إلى كيفية الاستخدام الآمن للإنترنت والتوعية بأهمية الخصوصية وعواقب مشاركة المعلومات مع أطراف غير مرغوبة، ووسائل التعامل الأمثل حيال تعرضهم/ن لمحتوى غير لائق أو عنيف أو تنمر إليكتروني وغيرها من أنواع الانتهاكات والعنف الرقمي الذي قد يؤدي في بعض الحالات لعواقب عنيفة مثل إيذاء النفس والانتحار والاستغلال الجنسي والتحرش.

 

ما الطريقة الصحيحة؟

 

تختلف طريقة التوجيه عادة باختلاف عمر الأبناء فجوجل على سبيل المثال لا تنشئ حسابات شخصية لمن أعمارهم/ن أقل من 13 عام، لكنها تسمح للآباء والأمهات بإعداد حسابات خاضعة لإشرافهم/ن وتعيين أوقات زمنية لاستخدام التطبيقات على الأجهزة الذكية المربوطة بهذه الحسابات.

بالاضافة لتطبيق Google Family Link وهو تطبيق رقابة أبوية يساعدك في الحفاظ على أمان أبنائك عبر الإنترنت  لتكونوا قادرين على دفعهم  لإنشاء عادات رقمية صحية. يتيح التطبيق أدوات سهلة الاستخدام تساعدك على متابعة كيف يقضي طفلك/طفلتك الوقت على أجهزته/ا، والاطلاع على موقع هذه الأجهزة ، وإدارة إعدادات الخصوصية المختلفة.

 

كما تتيح بعض التطبيقات مثل تطبيق Youtube Kids مجموعة محددة من الفيديوهات للأطفال كما يُمكِّن الأهل من حذف مقاطع فيديو معينة 

ويمكن استخدام محرك بحث Kiddle الموجه للأطفال والذي يتضمن فلتر وخدمات بحث آمنة لحماية الأطفال من المحتوى غير الملائم.

 

يجب أيضًا أن ي/تتعلم الأباء والأمهات  احترام خصوصية أبنائهم/ن من خلال تبني ونشر ثقافة الخصوصية في البيئة المحيطة بالطفل/ة أو المراهق/ة حيث ي/تستطيع أن ي/تتعلم أهمية الخصوصية في حياته/ا الشخصية وعبر المنصات الرقمية المختلفة.

 

ماذا بالنسبة للمراهقين/ات؟

 

أما بالنسبة للمراهقين من سن 13 عامًا يجب الاهتمام بالتوعية وتوضيح الفارق بين ما يمكنهم/ن مشاركته مع دوائرهم/ن الموثوقة - وحدود الثقة التي يمكن منحها للأشخاص- وبين ما يمكن مشاركته مع عامة الناس، وشرح أهمية التعبير عن النفس على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يحمي سلامتهم/ن، ومدى تأثير وجودهم/ن الرقمي على صورتهم/ن أمام الآخرين.

 

وتوضيح خطورة التحدث بأريحية مع أشخاص غير معروفين/موثوقين على الانترنت أو الموافقة على مقابلتهم/ن في الواقع أو حتى التجاوزات التي يمكن أن تحدث من معارف، أصدقاء أو أقارب وتوعيتهم/ن فيما يخص المخاطر المحتملة والإجراءات الاحتياطية، كلمة السر هنا هي بناء مساحة ثقة وأمان مع الأبناء، أن يتحول الأباء والأمهات لأشخاص داعمين يمكن الاستعانة بهم/ن والرجوع لهم/ن في حال تعرض الأبناء لأي نوع من أنواع العنف الرقمي أو التجاوزات غير المرغوبة.

 

من المهم توعية الأطفال والمراهقين أن يتحكموا في المعلومات والصور التي يقومون بنشرها،  وتوضيح مخاطر نشر معلومات شخصية بشكل علني وضرورة اتباع قواعد السلامة الرقمية عند استخدام أي تطبيق، مهم أن يمتلك الوالدان بدورهما الوعي الكافي بالمنصات والأدوات الرقمية المختلفة التي يتفاعل معها الأبناء وعدم إصدار الأحكام عليهم/ن حتى نعطيهم/ن الثقة أن يشاركونا حياتهم/ن خصوصًا إذا وقعوا في مشكلةً ما وتقديم الدعم اللازم في هذه الحالات.

 

ولأن أغلب المواقع صممت لتجعل المستخدم عالق بها لساعات طويلة بدون أن يشعر بالوقت أو الملل، فهناك ضرورة للتوعية بتأثير استخدام الأجهزة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لأوقات طويلة على صحتهم/ن وسلامتهم/ن يجب أن نساعدهم/ن على إتخاذ قرارتهم/ن بوعي لا أن نحجر عليهم/ن وعلى تطور شخصياتهم/ن وعلاقتهم/ن بالعالم حولهم/ن وأنهم/ن يمكنهم/ن طلب المساعدة في أي وقت سواء من الأهل أو في حال احتياجهم/ن لمساعدة متخصصة فيما يخص صحتهم/ن النفسية أو سلامتهم/ن الرقمية.

 

ماذا يجب أن نفعل أيضا؟

 

أما في حالة تعرض الطفل/ة أو المراهق/ة لمحتوى غير لائق أو مؤذي عليه/ا أن ي/تتعلم كيف يمكنه/ا أن ي/تمنع ظهور محتوى مماثل له/ا مرة أخرى أو الحالات التي يتعين عليه/ا التبليغ عن هذا المحتوى الذي قد يحتوي على عنف رقمي سواء كان موجها لهم/ن بشكل خاص أو لغيرهم/ن.

وفي حالة التعرض الشخصي لمحتوى قد يؤدي لخطر العنف أو التنمر أو الإيذاء أو التهديد معرفة إن الأهل سيقدمون يد المساعدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة من تبليغ المنصات أو السلطات المختصة بهذا الشأن.

 

ما أشكال العنف الرقمي؟

 

تتضمن أشكال العنف الرقمي على سبيل المثال لا الحصر:

 

التعرض للمحتوى الجنسي والإساءة الجنسية.

 

الاستمالة عبر الإنترنت.

 

التنمر الإلكتروني.

 

المطاردة عبر الإنترنت.

 

الاضطهاد والتشهير الرقمي.

 

خطابات الكراهية المختلفة.

 

المعلومات المضللة.

 

نقطة أخيرا نود التنبيه لها، من المهم أن تتضمن عملية تثقيفنا لأبنائنا أن عليهم بدورهم أن يحترموا الآخرين وأن لا يقوموا بتوجيه أي عنف رقمي تجاههم/ن، وأن احترام خصوصية الآخرين وسلامتهم/ن مهم بقدر إحترام الذات وخصوصيتها وسلامتها، تذكروا أن تحمل المسئولية أيضا جزء من بناء شخصية قوية، مستقلة، وقادرة على إتخاذ القرارات وحماية النفس من الأذى، والقدرة على طلب الحماية عند الحاجة.

 

يمكنكم/ن الرجوع لمقالنا السابق للتعرف على أداة جوجل التعليمية للأطفال "أبطال الإنترنت"، أو التعرف عليها من خلال موقعها الرسمي

لمعرفة أشكال العنف الرقمي المختلفة التي قد يتعرض لها مستخدمي/ات الإنترنت إطلعوا على الرابط التالي

كما يمكنكم/ن الاطلاع على نصائح عامة بخصوص السلامة الرقمية من خلال الرابط التالي

 

المصادر:

https://www.unicef.org/protection/violence-against-children-online

https://www.coe.int/en/web/cyberviolence/cyberviolence-against-children

https://codesigningstore.com/cyber-threats-to-kids-and-teens

https://www.un.org/en/global-issues/child-and-youth-safety-online

https://www.who.int/publications/i/item/9789240062061

https://www.who.int/publications/i/item/9789240062085