للشركات.. كيفية حماية البيانات على المنصة السحابية؟

تعتمد الشركات حاليًا على الخوادم لكنها عُرضة لمشكلات متعددة، لذا يمكن استبدالها بالتخزين السحابي، فهو بديل ذكي واقتصادي في آن واحد، لتوفير المساحة ومرونة التكلفة حسب الحاجة؛ فضلًا عن كونها آمنة إلى حد ما من فقدان البيانات، إلا أن عيبها الوحيد أنها مُعرضة للهجوم السيبراني!

بحلول عام 2027، من المقرر أن تعتمد 50 % من الشركات على المنصات السحابية، وفقًا لتقديرات شركة أبحاث واستشارة التكنولوجيا الأمريكية "جارتنر"، فيمّا تستخدم 85 % من الشركات عالميًا نحو نوعين أو أكثر من المنصات السحابية.

أنواع الحوسبة السحابية

توجد مجموعة من أنواع الحوسبة السحابية:

-نموذج الحوسبة السحابية "IaaS"، الذي يستهدف البنية الأساسية لتخزين المعلومات وقواعد البيانات، يوفر هذا النموذج للشركات شراء السعة والخدمات حسب الحاجة، مشكلة هذا النوع أنه عُرضة للتكوين الخاطئ وهو مشكلة تأسيس عند تهيئة عمل السحابة.

-نموذج الحوسبة السحابية "PaaS"، يعتبر استخدام هذا النموذج شائعًا مثل بعض أنواع أنظمة التشغيل، لكنه عُرضة لتسرب البيانات.

-نموذج الحوسبة السحابية "SaaS"، يوفر مزودي هذه الخدمة قدر أكبر من المرونة في تطوير البرمجيات وكذلك نظام الدفع المرن، رغم ذلك فهذا النموذج أكثر عُرضة للهجمات الإلكترونية التي لا يمكن مواجهتها.
 

كيف تتعرض المنصات السحابية إلى الهجمات السيبرانية؟

تكون المنصات السحابية مؤَمّنة بشكل جيد؛ إلا أن الهجوم الإلكتروني يستهدف المنصات السحابية بطرق متعددة، كالتالي:

1-تهديدات للبنية التحتية السحابية

وصول المتسللون\ات إلى البنية التحتية للسحابة، من خلال استغلال بيانات المستخدمين\ات بشكل مباشر، ما يسهل دخول المنصة وتجاوز الضوابط الأمنية.

2-تسرب البيانات

تكمن خطورة الوصول إلى المنصة السحابية هي تسرب البيانات، مثلما حدث مع شركة السيارات الشهيرة "BMW" التي أعلنت منصة "888" عن مسئوليتها في اختراق بيانات الشركة الشهيرة وتسريب بيانات 14057 للعملاء خلال العام الجاري 2024، تحتوي البيانات على معلومات شخصية حساسة مثل رقم هيكل السيارة وتفاصيل التسجيل وسلسلة الطراز ومعلومات عن تفاصيل الاتصال وغيرها.

وتوجد حالات لتسرب البيانات_فيمّا يخص المنصات السحابية_من الموظفين أيضًا من داخل الشركة عن طريق الخطأ، يمكن أن يساعد التحكم في الوصول المصرح به للبيانات، مثل تطبيق مبدأ الحد الأدنى من الامتيازات " POLP"_هو تقييد حقوق الوصول إلى الأنظمة والبيانات عالية القيمة.

3-الهجمات السيبرانية

تتضمن التهديدات الرقمية الشهيرة التي تستهدف أمن المنصة السحابية مثل البرامج الضارة إضافًة إلى هجمات الهندسة الاجتماعية، هو ما تعرضت له شركة "BMW" من سرقة الهوية للموظفين وهجمات التصيد الاحتيالي، ساعد على ذلك الثغرات الأمنية الموجودة في منصتها السحابية.

4-خطأ في التكوين

توفر المنصات السحابية العديد من الخدمات، إذا رغب\ت صاحب\ة الشركة، في الحصول على ميزات إضافية، مع كل ميزة أو مساحة إضافية قد تواجه التطبيقات مشكلات تكوين خاطئة، يعد حدوث أي مشكلة في التكوين بمثابة بوابة لهجوم في السحابة يتسبب ذلك في استغلال التكوينات وشن هجومًا على المنصة، ما تحتاجه الشركات هي التأمين بيئة السحابة.

يمكن أن يحدث سوء التكوين؛ بسبب خطأ بشري أو عند بناء جدار الحماية الذي يكون غير كافٍ، ما يُعرض السحابة لظهور ثغرات أمنية.

5-عدم تشفير البيانات

تعتمد المنصات السحابية بشكل كبير على تشفير البيانات الحساسة خلال عملية تخزين ونقل تلك البيانات، يعد ذلك من أهم التقنيات لحمايتها من التعرض لأي هجوم إلكتروني، إلا أنه لسوء الحظ بعض البيانات الحساسة المخزنة لا تكون مشفرة على المنصة السحابية، ما يَسهُل على المتسللين قراءة تلك البيانات.

6-عدم الامتثال للقوانين

قد يؤثر الامتثال للوائح العالمية في حماية البيانات الحساسة والتخزين السحابي، مثل استخدام تقنيات عالية في أثناء عملية تخزين البيانات، على زيادة فرص الحماية من الهجمات الإلكترونية، أبرز الأنظمة التي وضعت لوائح قوية: النظام الأوروبي العام لحماية البيانات "GDPR" ومعايير أمن البيانات في صناعة بطاقات الدفع "PCI-DSS"، إلا أن عملية الامتثال تتغير وفقًا للصناعة ونوع العمل.
 

كيفية تجنب التهديدات الرقمية في المنصات السحابية!

توفير عوامل آمنة كليًا في البنى التحتية للمنصات السحابية هو أمر معقد، إلا أن السياسات المتبعة يمكن أن تساعد في تخفيض فرص ظهور نقاط الضعف وخاصًة في البيئات متعددة السحبات،  كالتالي:

1-المصادقة متعددة العوامل

تسهم المصادقة متعددة العوامل "MFA" في توفير نموذجين على الأقل للتحقق من الهوية قبل الوصول إلى البيانات وتوفر حماية فائقة لتسجيلات الدخول، حيث يتطلب من المستخدمين\ات إدخال بصمة الإصبع أو استلام وإدخال رمز عبر البريد الإلكتروني.

2-تقييد الوصول

يسهم تقييد الوصول غير المصرح به في الحماية من التهديدات الداخلية المحتملة مثل خرق البيانات، هناك استراتيجية متبعة بناءً على احتياجات المستخدم وأبرزها التحكم في الوصول بناءً على الأدوار " RBAC"، واستراتيجية إدارة الوصول المتميز "PAM" التي تضمن منح الوصول لجهات محددة ومراقبتها وتسجيل الوصول.

3-أولوية أمن البيانات

يعد الامتثال إلى اللوائح العالمية لحماية البيانات أمر أساسي، إلى جانب تشفير البيانات عند التخزين، حتى إذا وصل إليها المهاجمون\ات لن يتمكنوا من فك الشفرة ما يجعلها عديمة الفائدة.

4-تدريب الموظفين\ات

يسهم تدريب الموظفين\ات على السلامة الرقمية وتأمين الحسابات، في زيادة فرص تأمين السحابة، في أغلب الهجمات السيبرانية السابقة اعتمد المتسللون\ات على الصيد الاحتيالي لموظفي الشركات المستهدفة، لذا التدريبات تحمي البيانات الحساسة.

5-فحص الثغرات الأمنية

يسهم الفحص المستمر للأنظمة السحابية في التعرف على الثغرات الأمنية وإجراء اختبارات الاختراق بانتظام، ما يحدد نقاط الضعف المحتملة في البنية التحتية الأمنية ويحمي من استغلال تلك الثغرات وشن هجومًا سيبراني.

6-اختيار مزود سحابة

عند اختيار مزود السحابة يجب أن يتمتع بخبرة جيدة في التعامل مع الجوانب الأمنية، كذلك تدابير أمنية قوية؛ يعد أشهر خدمة سحابية جيدة هي "CSP"، حيث تعمل على حماية البيانات لإثبات قدرة عالية على الامتثال إلى اللوائح.

في الختام؛ تساعد المنصات السحابية على توفير بدائل مرنة إلا أنه يجب الاهتمام بالنماذج التي توفر تدابير أمان عالية، للتمتع بأقصى خدمة مقابل عدم فقدان البيانات الضرورية.