كيف نختار تطبيقاتنا؟
ما البرامج أو التطبيقات الموجودة على أجهزتنا؟ وهل علينا أن نهتم ونفاضل بين تطبيق وآخر ؟
ربما تطبيق واحد يؤدي الغرض، ولكن هل يمكن أن يكون التطبيق خبيثًا أو يسرق معلومات شخصية من على أجهزتنا؟
قد يكون الاهتمام واختيار تطبيقات مناسبة مهمة ثقيلة، بدلًا من استخدام أشهر التطبيقات أو أولها في نتائج البحث، ولكن أليس الاختيار الواعي أفضل في ظل انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي وجمع البيانات الضخمة من المستخدمين؟
يؤدي الاختيار الواعي للبرمجيات المختلفة المستخدمة على أجهزتنا إلى زيادة الخصوصية وتقليل المخاطر المرتبطة بها، فمعظمنا لا يقضي وقتًا طويلًا في التفكير بالتطبيقات الموجودة على أجهزتنا المختلفة. فوجود تطبيقات لا نعرفها ولا نعرف أحيانًا ما وظيفتها الأساسية شائع للغاية، وبالإضافة إلى ذلك فنحن لا نفكر كثيرًا في آلية اختيارنا للتطبيقات التي نحمِّلها، ولا الطريقة المثلى لتحديثها.
ربما لا يعرف الكثيرون أن وجود التطبيقات أو البرامج على الأجهزة يحتاج لقدر كبير من الصيانة والعناية، بدءًا من اختيار مصادر تحميل البرامج أو التطبيقات وأوقات تحديثها الطبيعية والتحديثات الأمنية العاجلة وحتى اختيار نوعية التطبيقات والبرمجيات المختلفة ارتباطًا بمتطلبات العمل أو الدراسة أو استخداماتنا الشخصية.
تحميل البرامج من الإنترنت هو كنز للمخترقين، لأن معظمنا لا يعير اهتمامًا لمصدر البرنامج الذي نرغب فيه، لذا فأول الخطوات هي تحميل البرامج من مصادرها الأصلية أو من مصادر موثوقة فقط.
طرق تحميل التطبيقات والبرامج
إذا كنت تستخدم/ين نظام ويندوز، فيمكنك استخدام المتجر الرسمي، لكن يعيبه أنه ينقصه عدد كبير من البرامج. لذا في حالة البرامج غير الموجودة على متجر ويندوز، فالبديل الآمن هو الذهاب إلى الموقع الرسمي للبرنامج والبعد تمامًا عن التطبيقات المُعدلة أو الكراكات والنسخ المُفعلة مسبقاً لأنها قد تكون وسيلة لاختراق جهازك أو إتلاف بياناتك.
أما على الهواتف فتحميل التطبيقات أسهل، إذ تغني متاجر التطبيقات الرسمية أو الموثوق بها عن الحاجة إلى تحميل تطبيقات من مصادر أخرى، فإذا كنت من مستخدمي هواتف أندرويد يمكنك أن تستخدم متجر جوجل بلاي ستور أو متجر إف درويد (F-droid) الموثوق في تطبيقاته.
إن كنت من مستخدمي/ات بلاي ستور فعليك الحذر من وجود بعض التطبيقات غير الأصلية أو الخبيثة وإن كانت جوجل تحاول أن تكتشف معظم هذه التطبيقات وتمسحها.
تحديث التطبيقات
التحديث التلقائي على الأجهزة ليس الأمثل في كل الأوقات، فقد يحتاج إلى أوقات أطول قبل التحديث أو توفر إنترنت كافي أو مساحات كافية كما أنه ليس متاحًا لكل الأجهزة ونظم التشغيل.
لذلك عليك جدولة مواعيد تحديث تطبيقاتك وبرامجك، على ألا تطول الفترة بين كل تحديث وآخر قدر الإمكان. لكن التحديثات الأمنية لها الأولوية ويجب تطبيقها فور توفرها حيث أنها قد تمنع أخطارًا أمنية مباشرة.
كيف نختار تطبيقاتنا إذا؟
الاختيار الواعي للتطبيقات والبرامج على الأجهزة يقلل من تعرضنا لأخطار البرامج الخبيثة والبرامج كثيفة الإعلانات وغيرها، لذا علينا وضع خطة لاختيار تطبيقاتنا. ستختلف الخطة بالطبع حسب الوقت المتوفر لنا وأهمية التطبيقات في استخدامنا.
أولًا علينا أن نحصر التطبيقات والبرامج الموجودة على أجهزتنا الشخصية، ثم تصنيف تلك التطبيقات حسب وظيفتها، ووضع كل مجموعة من التطبيقات المتشابهة في الوظيفة سويًا.
بعد ذلك يمكننا أن نمسح التطبيقات المتكررة في الوظيفة وترك تطبيق واحد فقط لكل مهمة نريدها. وإن كان التطبيق يستخدم على فترات متباعدة، فيفضل أن نمسحه ونحمله من جديد عندما نحتاجه، حيث أن وجود التطبيق على الجهاز يعني أنه يشغل حيزا في خطة التحديث ومراقبة الثغرات الأمنية، وهذا إهدار للمجهود على تطبيق نادرًا ما نستخدمه.
تتبقى التطبيقات التي نستخدمها استخدامًا منتظما ولا تتكرر في وظيفتها. الآن علينا حساب مخاطر انتهاك الخصوصية والبرمجيات الخبيثة والإعلانات مقابل القيمة التي يقدمها لنا التطبيق أو الخدمة.
على سبيل المثال تطبيق SHAREit لنقل الملفات بين الأجهزة، هو تطبيق كثيف الإعلانات وتوجد شكوك كثيرة حول احترامه للخصوصية. هل القيمة التي يقدمها لنا التطبيق في نقل الملفات تتناسب مع المخاطر المحتملة؟ خصوصا مع وجود تطبيقات أخرى تحافظ على الخصوصية ومفتوحة المصدر تؤدي بنفس المهمة بكفاءة.
ينقلنا هذا إلى النقطة الأخيرة في خطة اختيار التطبيقات، هل يوجد تطبيق مفتوح المصدر مناسب لمهمة هذا التطبيق؟
يمكننا البحث عن التطبيقات مفتوحة المصدر على متجر إف درويد المفتوح والآمن، أو البحث على الإنترنت على مواقع مثل alternativeto.net التي تسرد البدائل مفتوحة المصدر لكل تطبيق.
كما أنه من المهم البحث عن البيانات التي يجمعها التطبيق، وهل بياناته مُعمّاة (مشفرة) أم لا. فحتى التطبيقات مفتوحة المصدر قد تجمع قدرًا من البيانات وليست دائمًا معماة، لذا علينا البحث عن استخدام التطبيق للتعمية، ويمكن أن نجد هذه المعلومات على صفحة التطبيق على جوجل بلاي ستور أو على متجر إف درويد.
فمثلًا عند البحث عن تطبيق التراسل الفوري (شات) سنجد تطبيقات عدة، يُفضل منها التطبيقات المعروفة بتعميتها للبيانات مثل سيجنال أو واتساب. ويمكننا أن نعرف هذه المعلومات من صفحة التطبيق على متاجر التطبيقات، ثم علينا البحث عن المعلومات التي يجمعها كل تطبيق، فنجد أن سيجنال لا يجمع أي معلومات عن المستخدم تقريبًا باستثناء رقم الهاتف، في حين أن واتساب يجمع بعض المعلومات القليلة. وبحسب استخداماتنا والمعرفة الواعية يمكننا أن نفاضل بين التطبيقين.
يمكننا تلخيص خطة اختيار التطبيقات في التالي:
-
حصر التطبيقات
-
مسح التطبيقات المكررة
-
حصر التطبيقات التي لا تحافظ على الخصوصية أو يشتبه في أنها خبيثة
-
البحث عن بدائل يفضل أن تكون مفتوحة المصدر
-
هل بيانات التطبيق معماة؟
-
ما هي المعلومات التي يجمعها التطبيق؟
التطبيقات مفتوحة المصدر، متى تصلح بديلًا؟
استخدام التطبيقات مفتوحة المصدر ليس آمنًا على إطلاقه، ولكنه أكثر أمانًا من التطبيقات المجهولة غير المعروف مطوريها. وفي معظم الأحوال تقدم التطبيقات مفتوحة المصدر مميزات مماثلة أو مقاربة للتطبيقات مغلقة المصدر المشهورة بل وأحيانا تفوقها في المميزات.
لكن هذا لا يجعل التطبيقات مفتوحة المصدر بديلا مناسبًا دائما، فبعض التطبيقات أو البرامج مفتوحة المصدر ذات مميزات أقل بكثير من التطبيقات مغلقة المصدر في نفس الاستخدام, أو أن التطبيق مغلق المصدر يستخدمه عدد كبير ممن ترغب في التواصل معهم.
على سبيل المثال استخدام برامج الرسم المختلفة في العمل مثل فوتوشوب وغيرها. فبرغم توفر بديل مفتوح المصدر متمثل في برنامج جمب وهو تطبيق مماثل لفوتوشوب ومتطور وكثير المميزات ولكن استخدامه قليل في بيئات العمل.
في هذه الحالة علينا أن نحدد استخدامنا للتطبيق، فإن كانت استخداماتك مناسبة ولا تحتاج التطبيق بشكل مباشر في العمل أو التواصل أو لمميزات أخرى، يمكننا أن نستبدل التطبيق المشهور بتطبيق مفتوح المصدر قد يفتح لنا عالمًا جديدًا من التطبيقات والمميزات التي لم نكن ندري بوجودها.
في النهاية استخدام التطبيقات والبرامج هو شيء شخصي إلا أنه قد يؤثر على الإنتاجية في العمل أو في التواصل الشخصي، وقد يخلق أخطارًا نحن في غنى عنها بحياتنا. لذا فاستخدام التقنية بوعي هو الحل الأمثل لما نعيشه اليوم من تغلغلها في حياتنا، ليصبح استخدام التقنية مصدرًا للرفاه كما يجدر به.